روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير

موقع أيام نيوز

چايب ف سيرتك .. 
ابتسمت دلال هاتفة ده انتوا مكنتوش بتتكلموا الا عليا بقى !.. 
ابتسمت ناهد مؤكدة تجريبا كده .. 
هتفت دلال الحمد لله إنكم رجعتم بالسلامة..هو ده المهم يا ناهد ..اي حاجة تاني مقدور عليها .. 
هتفت ناهد بود المهم ميكنش الجعاد ف النعمانية تعبك يا دكتورة !.. 
ابتسمت دلال في شجن حاولت مداراته هامسة لا ابدا .. بالعكس .. النعمانية هاتفضل ذكرياتها عزيزة عليا .. انا مستنية عفيف بيه بس عشان استأذنه ف السفر .. 
هتفت ناهد في لوعة سفر ايه !.. هو احنا لحجنا نجعد معاك !.. ولا حتى الباشمهندس لحج يشبع منك !.. 
اكدت دلال لازم ارجع بقى .. في حاجات كتير وقفت بسبب موضعكم .. والحمد لله انا اهو اطمنت عليكم ..ارجع اشوف حالي ..هروح النهاردة ابات مع نديم ف الاستراحة عشان أتوكل على الله من بكرة بدري .. 
تنهدت ناهد هاتفة اللي يريحك يا دكتورة .. بس كان نفسنا تشرفينا شوية .. 
هتفت دلال تسلمي يا ناهد .. 
تناهى لمسامعهن صوت موسيقى شجية قادمة من غرفة المكتب فهمست دلال عفيف بيه ف المكتب .. عن اذنك هروح استأذنه .. 
طرقت الباب ودفعته للدخول عندما اذن لها وهو يغلق الموسيقى .. تطلع اليها محاولا صبر أغوارها وشعر بانقباض عجيب بنفسه كأنما استشعر ان ساعة الفراق قد حانت .. 
هتفت دلال في ثبات حاولت ادعائه السلام عليكم يا عفيف بيه .. انا بس حابة اشكرك على كرم الضيافة طول الفترة اللي فاتت دي .. وحابة اروح ابات مع اخويا ف الاستراحة بتاعته لحد موعد قطر بكرة اللي طالع على مصر باذن الله .. 
لجمته حقيقة الرحيل التي مثلت امامه متجسدة في كلماتها عن النطق بحرف للحظات واخيرا هتف بصوت متحشرج يحاول استجماع احرف بيانه وماله يا داكتورة .. حجك .. بس اسمحيلنا نبعت مناع معاك يوصلك بالعربية لحد بيتك.. ليه الجطر !.. 
اكدت دلال ملوش لزوم يا عفيف بيه .. مش عايزة اتعبكم معايا .. 
اكد عفيف معاتبا وااه يا داكتورة .. تعب ايه بس !.. جولي انت ناوية مېتا بالمشيئة وهيكون مناع والعربية تحت امرك .. 
هتفت دلال ممتنة تسلم يا عفيف بيه .. انا رايحة عند نديم هبات الليلة دي وبكرة الصبح هطلع ع القاهرة .. ومرة تانية بشكرك على كل حاجة .. 
ومدت كفها بلاوعي ملقية السلام فمد كفه بالمقابل مودعا لتتلاقى الأكف ربما للمرة الاخيرة في حديث شجي دامع .. فقد كان كلاهما اشجع من أصحابهما وقد باح كل لخله بما يعتمل في جوفه .. ابتعدت الأكف في وداع موجع كل منهما يحاول

التشبث .. لكن الفراق كان مقدر لا محالة .. 
هتفت دلال في لهجة حاولت ان تضفي عليها رسمية لم تجد تصنعها عن اذنك .. 
ليهمس هو بنفس اللهجة الرسمية اتفضلي .. 
خرجت مسرعة باتجاه الباب لتولي بلا رجعة ليظل ناظره معلقا بالباب لعلها تعود ..فهل تفعل!.. 
كان من المفترض ان يذهب لامها يطلب منها موعدا لزيادة رسمية لكنه لم يستطع الا ان يندفع بلا تعقل باتجاه المشفى الذي تعمل به باحثا عنها.. 
بحث بغرفة الأطباء وبكل الغرف تقريبا بقسم الباطني والقلب واخيرا لمح طيفها فاندفع يقف امامها يلهث في سعادة هاتفا دكتورة زينب .. 
تطلعت اليه وقد انتفضت داخليا ما ان وصل لمسامعها صوته المميز .. اندفعت اليه تسأله في لهفة اخبار نديم وناهد ايه !.. حصل لهم حاجة !.. 
اكد شريف وهو يتطلع الي ملامح وجهها التي افتقدها حد العڈاب لا الحمد لله مفيش حاجة.. اللي عرفته من نديم ان عفيف بيه سامحهم .. واضح ان الموضوع فيه حكاية كبيرة كانوا ضحاېا فيها .. بس سيبك من ده كله !.. زينب.. تتجوزيني !.. 
طلبها في ابتسامة واسعة اشبه بإعلان لاحد معاجين الاسنان .. شهقت وهى تنظر اليه في صدمة وما ان استعادت اتزانها حتى اندفعت مسرعة مبتعدة عنه الا انه لحق بها هاتفا في اصرار ايه !.. مسمعتش ردك!.. 
هتفت مضطربة تحاول الفرار منه الحاجات دي متجيش كده ومتتناقش هنا يا سيادة النقيب ..
اكد وهو يغلق عليها السبيل حتى لا ترحل مبتعدة طب قولي لامك احنا جايين النهاردة الساعة ٧ .. لا سبعة متأخر .. الساعة ٣ .. لا ده معاد غدا .. بصي.. قوليلها جايين الساعة ٦ وامري لله .. 
اندفعت مبتعدة تدخل غرفة الأطباء التي كانت فارغة لحسن الحظ لټنفجر مقهقهة على افعاله وقد وضعت كفها على قلبها الذي كان يشاطرها قهقهاتها في سعادة .. واخيرا اڼفجرت باكية رغما عنها .. وقد شعرت ان ذاك الرجل سيكون بلا شك سبيلها الأسرع للجنون وهى تمسح دمعات سالت من عينيها مختلطة بسعادة بلهاء .. 
اما هو فقد ظل متسمرا موضعه حتى غابت لداخل الغرفة ليهتف زافرا في حنق يا رب صبرني لحد الساعة ٦ .. لا ٦ ايه !.. يا رب صبرني ليوم الفرح .. 
واندفع
تم نسخ الرابط