روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير
المحتويات
على كتفك .. حرام عليك نفسك .. وابنك..
لم تجيب نادية بحرف ليأمرها عفيف في صرامة ارچعي دار ابوك وانا هشوف لك شغلانة ومتنزليش الارض تاني .. مفهوم !..
اومأت برأسها ايجابا وعدلت من حمل ولدها على كتفها ورحلت تترنح في مشيتها بحملها..
تابعتها دلال ودمعة تتأرجح بجفونها هامسة لعفيف هو ايه اللي حصل!..بتقول لها ترجع بيت ابوها ليه !..
صعدت بمساعدته ليستدير صاعدا جوارها مندفعا بالعربة هاتفا اصلك انا مكنتش عايز اجول لك عشان متزعليش ..البت چوزها ماټ..
شهقت دلال في صدمة هاتفة ده حصل امتى!..
اكد عفيف من فترة صغيرة.. ماټ ف حاډثة ف البلد اللي بيشتغل فيها جبل ما يعجد عليها رسمي ..
تنهد عفيف مستكملا اخو الواد جال لابوها اعلى ما ف خيلكم اركبوه .. وبتك ولا ليها حاچة عندينا .. ولا ولده نعرفه .. ابوها لانه عارف انه غلبان مش هيجدر على اهل الواد لانهم واعرين من جهرته ۏجع من طوله راح فيها ..
شهقت دلال من جديد طب وبعدين! حقها هيضيع كده !..
اعمل ايه ..
تنهدت في ۏجع هاتفة ليه ده كله يحصل لبنت مكملتش ١٧ سنة ..اللي زيها يا دوب داخل الجامعة وبيظبط مستقبله مش شايل لقب ارملة وشايل كمان حمل طفل اولى تكون اخته مش امه .. والله ده ما يرضي ربنا !..
هتفت تؤكد انا هجيبها اشغلها معايا ف العيادة يا عفيف ..
هتف بدوره وماله .. أهي تبجى معاك ..
توقفت العربة امام البوابة ليساعدها
لتهبط منها ويسيرا منعا لداخل البيت الكبير ..
همس طب ما تدخلي انت ارتاحي وانا اچيب لك اللي انت عوزاه ...
هزت رأسها نفيا هاتفة لا هختار على ذوقي وارجع بسرعة .. انا فعلا حاسة اني تعبانة ومع ذلك مش حاسة ان جايلي نوم ..
هز رأسه موافقا وسبقها لداخل الحجرة.. اتجهت هى للمكتب وقبل ان تمد كفها لرف الروايات شعرت ان شئ ما داخلي يقودها في اتجاه غرفتها القديمة التي كانت تحتلها منذ قدومها للنعمانية .. تخطت باب المكتب المفضي للمندرة وفتحت باب تلك الحجرة وتطلعت فيها بمحبة ودون وعي وجدت نفسها في اتجاه الغرفة التي حلمت فيها حلمها العجيب الليلة الاولى لها عندما قدمت للنعمانية اول مرة .. تلك الغرفة التي رحلت فيها جدة عفيف وهى تضع اخر أطفالها .. لا تعرف لما تستشعر رابط خفي بينها وبين تلك الحجرة .. كأن هناك رسالة ما تصلها عندما تطأها بقدميها .. دخلتها في اضطراب وشعور داخلي عجيب يحثها على الخروج ..
وجدت بعض الاوراق الصفراء القديمة المهترئة .. قلبت فيها لعلها تستطيع ان تستكشف بعض اسرار تلك المرأة التي جاءت لها في أحلامها طالبة المساعدة والعون ..
تنبهت لورقة وحيدة بين تلك الاوراق فتحتها في حذر وقرأت جملة واحدة.. كل شئ يؤخذ بالقوة ..الا القلوب تؤخذ باللين .. وهو كان لين ..لكن قلبي انا من تحجر .. تنهدت وهى تقرأ تلك الجملة لانها تعكس مدى معاناتها لكنها تساءلت كيف يمكن لامرأة منذ ذاك العهد ان تكتب بتلك الفصاحة اوحتى تكتب من الاساس .. فتلك الفترة لم يكن هناك تعليم للفتيات .. وابتسمت في سخرية وهى تهمس انهم يحاولوا في نشر تعليم الفتيات حتى الان .. تركت الاوراق الصفراء وتتبعت شعورها الذي كان يلح عليها لتهم بالخروج فعلا الا ان شئ ما اشتبك بقدمها فاختل توازنها وسقطت ارضا ..
تأوهت وهى تضع كفها على بطنها وقد استشعرت بداية ألام المخاض ..
هتفت تحاول استدعاء عفيف مرارا وتكرارا لكن صوتها كان من الضعف حتى لا يصل لمسامعه بالجانب الاخر من البيت .. وربما يكون قد ذهب في نوم عميق فلا يدرك انها على هذه الحالة ..
تمدد على فراشه يحاول مغالبة النعاس حتى يطمئن انها عادت .. ففي شهرها الاخير ذاك كانت دوما ما تعاني الأرق.. وكم أيقظته باكية لعدم قدرتها على النعاس ولو لدقائق قليلة ..
استشعر انها غابت اكثر من اللازم فنهض يطمئن عليها ..
ما ان اقترب من باب مكتبه حتى سمع نداء واهن باسمه .. اندفع من المكتب في اتجاه المندرة ومنها حيث موضع
متابعة القراءة