ثلاث ذئاب وغزاله بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز


قدامها مشتاق ومتلاع.. وبعد مرور شوية وقت سمعت حس الحبيب الأوفى وهو عيصفر من بعيد بحسه اللي بقى مألوفلها
وبمجرد مامر من قبالها فضلت تشاورله وتتنطط بنفس طريقة امها وبشاير ضحكت وهي واعيه شام قدامها بنفس حركاتها وجنانها وطفولتها وبرائتها وكأنها بثت فبتها طبعها وجنانها وكل روحها.
وبعد ماعدى القطر وفات نزلت ربيعه مع خالتها بشاير لتحت ورجعت لحضن جدها اللي طول الوكت كان مستحوذ عليها ورافض إنها تبعد عنه حتى عشان تروح لستها وتقعد فحضنها هبابهمبطلوش مناقره هي وهو 

هي تقوله هملي بت بتي هبابه وهو يقولها له ممهملهاش
وربيعه وابو دراع يضحكوا عليهم
وبشاير هملتهم ودخلت الموطبخ تحضرلهم كل مالذ وطاب وشيعت عمران وعزام على السوق يجيبولها الحلوا كله عشان تقدمهولهم.
وبعد كام ساعه عاود السيد للبيت واتفاجأ بوجود ابو دراع وربيعه وراح عليهم بكل قلب صافي وفرحه باينه فعيونه يسلم عليهم 
وسلم على ابو دراع وجه يسلم على ربيعه لكن موقفها منه ورد فعلها عليه كان نفس موقفها من همام ورفضت تمد يدها ليه بالسلام وديه حطه قدام عياله وقدام الكل فموقف محرج لكنه اتفهم موقفها وعذرها ولم يده ودخل اوضته ومطلعش منها لاخر النهار.
اما ربيعه فقضت هي وابو دراع النهار بطوله فبيت جدها وقعدوا وكلوا وشربوا سوا واتحدتوا عن شام وطمنتهم عليها وعلى حالها 
وفضلت ربيعه تسأل وهما يجاوبوا وابو دراع يضحك عليها وهو واعي قباله مأمور شرطه كل مايقعد مع حد ينزل فيه استجواب لكن الفرق إن الناس مع المأمور ديه عتجاوب على كل اسئلته بمحبه خالصه من القلب وعن كل طيب خاطر مش پخوف ولا جبر. 
واخيرا حان الوكت للرجوع لبيت المقاول وبس طلعوا من بيت عبد الصمد ربيعه فورا حست بالغربه وانها هملت قلبها فبيت جدها من بعد ماشافت محبتهم ليها ولقت اخيرا العيله اللي طول عمرها عتدور عليها والبيت اللي كل اللي فيه قلوبهم على بعض والقلوب اللي فيه بيضه ونضيفه ومفيش جواها غير المحبه مش الغل والجحود زي قلوب اهل بيت المقاول وعذرت امها إنها مش عتبطل كلام عليهم واصل ولا نسيتهم دقيقه وحده.
وهما وماشيين معاودين رجعت ربيعه حضنت دراع ابو دراع وهو اتبسملها وهملها تتشعبط فدراعه كيف العيله المتشعبطه فدراع ابوها وقصد يلففها البلد كلها ويوريها بلد امها ووداها عالبندق اللي طلبت تشوفه بالاسم وبعدها خدها على ابو قلب حديد مره تانيه وركبوه وعاودت لامها وهي مليانه بحكايات وكلام عن كل الناس والاماكن اللي شافتها واحساسها وفرحتها تاخد ايام توصف فيها متخلصش. 
واخيرا عاودوا بلدهم وراحوا على بيت المقاول وطول الطريق ربيعه حاسه إن خطاويها تقيله ومعاوزاش ترجع للمكان ديه تاني وعامله زي الطير اللي اتفتحله باب القفص وهرب منه لكنه مجبر يعاود للقفص من تاني وبإرادته عشان ليه جواه حبايب.
وبس دخلوا البيت وعيوا شام اللي كانت قاعده عالمصطبه من اول النهار لا وكل ولا شرب وبس فمواعيد الصلاة تدخل البيت تصلي فاوضتها وتطلع تاني 
ورافضه تعمل ايوتها حاجه من شغل البيت ولا تمد يدها على اي حاجه وكل ماحد يكلمها على حاجه ياما تهب فيه يأما تهمله وتمشى ومتردش خالص.. وديه اثار استغراب واستعجاب الكل على الانتفاضه اللي شام عاملاها وعالاعتصام اللي عاملاه قدام بيت ابو دراع ومفاهمينش سببه..
واول ماوعيتهم جريت عليهم بفرحه كيف اللي جايبينلها حكم الافراج.. وبس وصلت قبالهم وابتسمت للفرحه اللي واعياها فعيون بتها ولسه هتسأل عن اخبار الحبايب.. سبقها حس كرار اللي جه من وراها وبادر بالسؤال هو قبلها
تعرفوا تفهموني إيه اللي عيجرا مابينكم وتقولولي كنتوا فين وليه داي..
قالها وشاور على شام بدماغه مستنياكم على ڼار وطول اليوم واقفالكم زنهار عالبوابه
رد عليه ابو دراع وهو عيحط يده فقب جلابيته ويبصله بتحدى
حاضر ياغالي اني اللي اقولك وافهمك.. اول هام اني ومرتي رحنا زرنا بيت جدها وخالاتها وقضينا حداهم اليوم.. وداااي.. قالها وشاور على شام بنفس الطريقه وكمل.. 
وداى من اليوم مبقتش فحكمك ولا على ذمتك ولا ليها عيش ولا قعده فبيتك ووقع عليها اليمين اللي حلفته عليها زمان.. وخلاص خلصت لحد إهنه.
قال كلامه وتبعه بإبتسامة تشفي فكرار اللي عيونه برقت پصدمه وراح على ابو دراع مسكه من قبه باديه التنين وپقهر قاله
عيميلتها ياابو دراع
رواية هتك عرض الفصل الثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون والأربعون بقلم ريناد يوسف
هل الربيع بحكياته ونسماته وليله البارد الهادي ومواويله اللي تفضل توصف الماضي وتتطلع على الآتي بشوق وأماني منسوجه بأن الجاي يكون احلى.
وناس تقعد في ضل الورد تتمتع بألوانه وتقطف منه وتهادى وناس من شوكه تتخبى ولا تشوفه جميل اللون ولا الريحه ولا المنظر ولا تعرف تشوف فى الورد غير شوكه
عيونهم زهدت الالوان وروحهم نسيت الفرحه وحتي المسک والعنبر وريحة الهيل وريحة الفل والريحان انوفهم ماعادت اتشمه ولا تعرف تميز بين روايح الطيب ولا تفرق مابين الفرحه والاحزان من كتر ماروحهم شمت روايح مۏت وماټ القلب جواهم
وحل القهر في مكانه وجمر الشوق حړق الروح وهو عيكوي ليل ونهار وياكل وكل فى حشاهم
وناس عاشقه وهيمانه ومهما تشوف من الدنيا ومهما التعب يطول الروح بنظرة حب مع ضحكه تشوف الدنيا بالالوان تطير الروح مع النسمات وتجري تحاوط المحبوب وتتلفلف بأنفاسه ومهما الدنيا تهديهم الم وهوان في ضل وجود حبايبهم يهون كله ولا كل وجايع الدنيا تكون فارقه.
وبين عاشق وبين معشوق وبين تاعب وبين متعوب وبين ظالم وبين مظلوم يمر الليل وياخد في جعوبه معاه تناهيد الۏجع والاه ويرحل عند ناس تانيين ويسمعهم ويتحمل وعمر ما كل فيوم ولااتململ وفض القعده ولم نجومه فجيوبه وقام ولى.. اصيل ياليل بقلب كبير ومتحمل وبال اطول من الاعمار وتفنى الناس واوجاعها ولساك انت بتكمل فى مشوارك.
طلع ممدوح واد صفوت من البيت يجري وراح عالمندره ولقى عمه كرار قاعد فيها لحاله وډافن دماغه بين رجليه ومش باين نايم ولا صاحي قرب منيه ممدوح ومد يده الصغيره وهزه وبمجرد ماكرار رفع راسه ممدوح قاله بحماس
ياعم كرار اني اللي هتجوز بتك ربيعه اوعى تديها لحد سامع داي بت عمي واني أولى بيها من كل الناس. 
كلمات طلعت عفويه من جوف عيل صغير لكنها حړقت روح كرار ومن غير وعي مسك دراع ممدوح وهزه پعنف وهو عيقوله
داي مش بت عمك ولا هي مننا عشان تقول انك اولى بيها من الغريب داي لا يمكن هتختلط بعيلتنا ولا يكونلها موطرح فيها داي دواها وحلها الوحيد المۏت وانها ټندفن هي وأمها كيف ماكانو الكفار يعملو زمان دول طلع معاهم كل الحق فډفن البنته اللي معياجيش من وراها غير العاړ وۏجع القلب. 
خلص كلامه ونتر دراع ممدوح وڠضب الدنيا كلها كان متجلى على ملامحه وديه خوف ممدوح اللى أول نوبه يشوف عمه كرار بالمنظر ديهه وخلاه يرجع خطوات لورا پخوف 
أما كرار فقام وقف على حيله ولبس جزمته وهمل المندره كلها وطلع قاصد شوقيه وهو مش واعى قدامه من القهر و مش عارف هيقولها ايه ولا يفهما اللي جرا كيف وهو ذات نفسه مش فاهمه! ومتوكد ان مفيش حد على وش الارض هيصدق ان وحده تحبل وتولد وأهل البيت اللي عايشين معاها ليل نهار ميدروش بيها!
اما ممدوح ففضل واقف موطرحه مصډوم من اللي عمه كرار قاله ومن شكله المخيف وكل اللي جه فباله ان عمه عايز ېموت بته ويدفنها صوح وبعقل عيال صغيره جري عالبيت وأول حد استنجد بيه هو أبو دراع 
اللي برغم صغر سنه الا أنه عارف ومتوكد كيف أهل البيت كلهم أن لو عمه هيعمل مصېبه مفيش غير ابو دراع بس هو اللي هيتصداله ويوقفه عند حده.
وصل ممدوح عند ابو دراع اللي كان قاعد ع المصطبه قدام بيته وبصوت متقطع ونفس نهجان قاله
عم ابو دراع الحق.. عمي.. عمي.. عمي كرار عايز يدفن بته الصغيره وحتي امها يدفنها معاها ومرضيش يجوزهاني وقالي انها غريبه ومش بت عمي والبت حلوه ياعم وخساره ټندفن وحتى مرت عمي شام خساره ېموتها هي كمان عشان حلوة برضك وغلبانه قوى والله أمانه عليه تقوله هملهم واني هحوش مصروفي واشتري منيه ربيعه واخدها وميبقالوشي دعوة بيها. 
ابو دراع كان مسنود على الحيطه واتعدل وهو عيسمع حديت ممدوح وللأسف مستغربش ولا حرف منه لأن كرار يطلع من تحت يده يعملها ولا يرفله جفن عشان قلبه ماټ وكمان عشان شام محداهاش حد يدافع عنها ولا يوقف لكرار وأبوها اغلب من الغلب ومغلوب على أمره.
فقرر انه من اليوم وطالع هينقض عهده مع روحه اللي اتعهد فيه انه مش هيتدخل فمشاكل العيله داي مره تانيه وخصوصي مشاكل كرار اللى معتخلصش
لكنه قدام ظلم بين بالطريقه داي مستعد ينقض كل العهود. 
بص لممدوح اللي كان واقف وعلى وشه علامات الخۏف والړعب وطمنه بإبتسامه وهو عيقوله
تخافش ياممدوح عمك مهيقدرشي يقرب ناحية بته ولا ناحية مرته اني مهخليهش. 
رد عليه ممدوح بعد ماعلامات الخۏف اتبخرت من فوق وشه وقاله بفرحه
صوح ياعم.. طيب وهتخليه يعطيهاني اتجوزها 
رد عليه ابو دراع بنفس الابتسامه لكن كساها الۏجع وغلفتها الحسره
له عاد يا ممدوح داي فعلم الغيب ياولدي وتبع النصيب وصدقني لو كنت كبير هبابه كنت نصحتك وقلتلك اياك
 

تم نسخ الرابط