ثلاث ذئاب وغزاله بقلم ريناد يوسف
المحتويات
ابوكي ابوكي فرحان بالكلمتين اللي عيتقالوله بأنك بت أصول وإنه عرف يربي ومعارفشي إن ديه كلام ضحك عالدقون عينوموه وينوموكي بيه عشان هو يسكت عنكوانتي تفضلي كيف التور اللي مربوط في الساقيه تلفي وهما اللي يستنفعوا بتعبك وشاقي ويترويوا بميتك.
اتطلقي يابسيمه عشان تخلفيلك عيل ينفعك همام القعده معاه تمضية عمر عالفاضي.
وابوها قال ايه بس يادهب عشان تقولي إكده اني كل اللي قولته إن همام وابوه وامه صعبانين عليا ومن بعد بسيمه مليهمش حد غير ربنا.
دهب ردت عليه بعصبيه
وبسيمه عملت معاهم كل اللي قدرها عليه ربنا فتحتلهم دكانه وجوزتلهم بناتهم وجهزتهم من فلوسها وشالت وحطت ودادت وتعبت ونضفت من تحت جوزها وطلعت اشترت وباعت ووسعت عليهم ايه عايزينه تاني منيها بس
بصلها عبد الصمد ومردش على هجومها الضاري عليه عشان هو خابر زين إن كل ديه عتقوله وتعمله من محبتها لبتها والأم عمرها ماتنلام علي اي شي تعمله مادام فموصلحة ولادها.
سكتت دهب مع سكوت عبد الصمد واتطلعت لبسيمه بمعني اتكلمي انتي دافعي عن حقك في الدنيا اتجرأي وخدي نايبك من السعادة وبسيمه غمضت عيونها ومر قدامها كل اللي شافته من بداية جوازها لدلوك وشافت ان داي فرصتها الوحيده لتبديل حظها فخدت نفس وردت على أمها وقالتلها
وبصت لابوها وبحزم قالتله
بلغ الشيخ جاهين يابوي إني عايزه اتطلق من همام.
خلصت كلامها وقامت دخلت أوضتها القديمه هي واخواتها البنات وردت الباب وراها وهملت عبد الصمد شايل هم إنه كيف هيقول الخبر لحمدون وهو خابر زين ان خبر كيف ديه هيكسر قلبه الف شقفه وفوق دول ودول بسيمه جايالهم زياره يعني لا فيه مشاكل ولا نيه مبيته للطلاق وديه هيخليه يقول إنهم هما اللي وسوسولها بمسألة الطلاق.
وبالفعل تاني يوم عبد الصمد راح للشيخ جاهين وخبره بقرار بته وجاهين وحتى حكيم محدش فيهم اعترض وحكيم قال لعبد الصمد إن هو هيعفيه من إحراج المواجهه وهو اللي هيقول لحمدون بداله مع إنه خابر إن كيف ديه يعادل حداهم خبر استشهاد ولدهم عزام لان التنين فقد وهو خابر زين بسيمه ايه عند حمدون وهمام وخابر زين إنه رايحلهم وهو واخد معاه حمولة ۏجع وهيفرغها كلها في قلوبهم.
هنعملوا ايه من بعدك يابسيمه وانتي اللي معيشانا كلنا وفاتحه بيتنا هنعملوا ايه بلاكي قوليلي
بسيمه سكتت ونكست عيونها للارض وهي ملاقياشي كلام ترد بيه على حالته اللي تقطع القلب واتولت مهمة الرد بدالها امها دهب اللي قالتله
حرام عليك ياابو همام طب اني راضيه ذمتك ترضاها على وحده من بناتك
سكت حمدون ومردش لانه خابر إنه فعلا جاي يتحدت في حاجه مليهش اي حق فيها لكنه جاي يحاول علي اي حال عشان اللي كيف بسيمه مينفعش حد يخسرها من غير محاوله.
كملت دهب كلامها
هملوها تعيش ياابو همام وان كان عليكم انتوا ليكم رب ومش هينساكم وهي بزيادها لحد إهنه.
حمدون هز دماغه بتفهم ورفع عيونه علي بسيمه بحسره ونزلوا منيهم دمعتين وداع ووكتها شافت فيهم بسيمه كسره متحملتهاش نفس كسرة ابوها وهو عيبص لشام في اليوم اللي كان ناوي ينهي فيه حياتها نظرة الوداع ونفس النظره اللي شافتها فعيون حمدون وهو واقف فوق صندوق ولده عزام لما جابوهوله شهيد ومتحملتش وجرت علي اوضتها قوام دخلتها وقفلت علي روحها ومنظر عيون حمدون ودموعه ورجاه المكتوم ليها مزعوا روحها مزع.
ولكنها في النهايه خابره إن ديه هيوحصول وقوت روحها وقست قلبها.
وراح حمدون النوبادي ومعاودشي تاني والشيخ جاهين شيعلهم مع حكيم إنه مسافر وهيعاود بعد سبوع ولا تنين ووكت مايرجع هيتمم الطلاق.
وبدأ يوم يباعد يوم لغاية ماعدا اول سبوع والتاني عدى نصه وفالايام داي بسيمه ليلها مكانتش تنام فيه ساعه علي بعضها من الكوابيس والمنامات العفشه اللي هلكتها هلك
وكلها عباره عن همام وهو عيستنجد بيها أو حمدون وهو واقف قدامها وعيبكي وكل ديه تعب حتى بدنها وخلاها تضعف وتفكر بخصوص قرار طلاقها مره تانيه..
وخصوصي وهي عتشوف فعيون ابوها كل يوم نظره عتقولها راجعي ضميرك يابتي وارجعي لطيبة اصلك.
وحسمت قرارها بالرجوع ليه وكت ماجالهم حكيم وخبرهم إن ابوه عاود من سفره ولو هيتممموا الطلاق يروحوله
وخبرهم بحال همام وإنه تعبان وودوه للمستشفي مرتين وإن عوده دبل كيف مايكون زرعه اتحرمت من الميه ومصيرها المۏت.
وعاود بعدها حكيم لبلدهم وبسيمه طلعت السطوح وقعدت لحالها وفكرت فكل شي وفكرت فموصلحتها كمان ولكن شفقتها غلبت موصلحتها وقررت إنها خلاص هتستمر فقرارها وهتوهب نفسها لله وهتعاود لهمام وتعيش كيف ماربنا قسملها عشان الظاهر إن عيشتها فبيت همام وعلى ذمته هي حظها ونصيبها من الدنيا.
وبالفعل تاني يوم بلغت ابوها بالخبر وقدام امها كان الكلام ودهب اعترضت كتير وصالت وجالت لكن بسيمه كانت خدت قرارها خلاص وخصوصي وهي واعيه التأييد في عيون أبوها حتي وهو مقايلهاش صريحه. وديه خلاها ارتاحت واقتنعت اكتر بقرارها.
وخدها عبد الصمد بعدها بيومين لما جهزلها زياره زينه وراح بيها علي بيت جوزها وهي طول الطريق سرحانه وشايفه حالها بعد ماتجري بيها السنين وهي قاعده جار همام في أوضه وحده هو نايم وهي عتخدم فيه.
وعاودت من تاني للبيت اللي الظاهر اتكتبلها إن نهايتها هتكون فيه..
وبمجرد مادخلته حست كأنها الروح اللي كانت غايبه عند حمدون وهمام وعاودتلهم
وبعد ماعيملت اللازم لهمام ليلتها اتمددت على فرشتها عالارض ونامت وراحت في النوم اللي بقالها ايام مطايلاهوش وهمام كمان في اليوم ديه نام قرير العين وهي جاره
وغمض عيونه وكانت هي اخر حاجه يشوفوها قبل مايغمضوا وداي حداه اكبر واغلى امنيه فضل يتمناها من ربه طول الاسبوعين اللي فاتوا وكان يمضي ليله يناجي ربه بالدموع وربه اخيرا حققهاله وفضل يشكر فيه عليها لغاية مالسانه تعب من كتر الشكر.
وصحيت بسيمه تاني يوم وطلعت لشغلها اللي هملته ومع لفها في البلد عالبيوت وشوفة الحريم المرتاحه فبيوتها وسط اجوازها وعيالها بدأ عقلها يوسوسلها بأنها غلطت واتسرعت وبدأ سرسوب ندم يدخل لقلبها لكنها نفضته قوام وقالت لروحها إن خلاص مفيش مجال للندم.
واثناء ماعتتأمل فى عيل صغير في حجر امه وعتناغيه وهو عيضحك اتبسمت
متابعة القراءة