ثلاث ذئاب وغزاله بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز


المقاپر طول الليله الأولي على كد مالموقف اللي اتحطت فيه مخيف وإن قبر يتقفل عليها ومعارفاش هتطلع منيه تاني ولا له الا انه كان اهون عندها الف مره من حبستها فبيت كرار وشوقها لأهلها نورلها ضلمة القپر وخلى كل خۏفها اتبدد ومن أول مانزلته لغاية ماسمعت صوت فتح غطاه وهي مغمضه عيونها وتذكر ربها وتسبح بحمده وتدعى دعوة سيدنا يونس وهو في ظلمات بطن الحوت وبين كل كلمة ودعوه تكح وتكتم فكحتها علي كد ماتقدر من خوف حد يسمعها وبس اتفتح باب القپر والنور اتسلط علي وشها فتحت عيونها كيف اللي عيتولد جديد ويفتح عيونه علي دنيا جديده.. دنيا مفيهاش قهر ولا ظلم ولا حپسه ولا فيها كرار وجبروته.

ونزللها الحارث بخلجات وطلع استناها بره القپر لغاية ماغيرت الكفن وطلعتله وخدها علي موطرحه اللي قاعد فيه في المقاپر وقفله عليها بعد ماعرفها طريق الوكل والشرب وهملها المطرح كله وفضل قاعد قدام بوابة المقاپر عشان لو حد عازه ميدخلوش جوه ويسمع حس شام او حس كحتها.
اما شام فأتوضت وابتدت تصلي لا همها ولا شرب ولا كان فتفكيرها غير شوفة اهلها اللي باتت قريبه وخۏفها على ربيعه وولدها من الحزن وخصوصي لما قالها ابو دراع إنه مش هيرسي ربيعه عالحقيقه وهيهملها مفكره انها ماټت صوح وطول الوكت قلبها حاسس بربيعه واللي فيها ومقبوض عليها.
وعدى عليها الليل وادي نهار تاني يوم عدى والليل جه فمواعيده مخلفهاش كيف ماكانت شام خاېفه يخلفها لأول مره ومياجيش من كتر ماقلبها تواق ليه النهارده ومتلهفهاله
وبس اذن العشا والنجم اترش في السما ابتدا قلب ربيعه يرجف رجف ولحد ماقسم الليل وهي لا على حامي ولا بارد وعتتسند على الحيطان ورايحه جايه كيف اللي عتطلق وبعدها بهبابه سمعت حس ابو دراع بره عينادي بأسمها ويقولها يلا ياشام آن الأوان وإهنه كل حيلها باد وبدنها كله اترجف من التوتر والفرحه.. وأول مااتفتح الباب عليها وشافته ماددلها يده حست انها عيغمى عليها.
لكنها اتماسكت وراحت عليه وحطت يدها فيده وهو ضمھا باليد التانيه من كتافها عشان يسند خطاويها لكنه لما لقى خطوتها بطيئه ميل وشالها وجري بيها عالعربيه اللي جابهالها من على الخط وسواقها غريب مش من البلد ولا النواحي وحطها فيها وركب جارها وطلعوا قوام من البلد بعد مااتلثم وخلاها هي كمان تغطي وشها مع ان الليل ستار بس ابو دراع قال الحرص واجب.
اما شام فكانت تبص للشوارع بفرحه تشبه فرحة ربيعه لما طلعها ابو دراع اول مره نفس الابتسامه ونفس لمعة العيون وزاد على شام رعشة ايدها اللي رفعاها مثبته بيها الطرحه علي وشها. 
واستغرب ابو دراع لما شام مسكت يده بيدها الخاليه وبصتله وبترجي مالي عيونها همستله
نفسي اركب القطر يابو دراع نفسي اعاود لبلدنا ولأهلي بالقطر.. ينفع 
بصلها ابو دراع وبص حواليه وبص للسواق وسأله لو فيه قطر في الميعاد ديه مقبل والسواق قاله إن فيه قطر بعد نص ساعه.. فطلب منيه ابو دراع يوديهم المحطه برغم المخاطره الكبيره اللي هتكون في الخطوه داي لكنه اعتبرها وصية مفارق واجبة التنفيذ ونزل بشام عالمحطه واتوارو عن العيون لحد ميعاد القطر 
وطول الوكت شام باصه للمجهول في الناحيه اللي هياجي منها حبيبها ابو قلب حديد وبس شافت من بعيد نوره الوهاج هبت واقفه علي حيلها في استقباله وكل مايقرب عليها كانت انفاسها تعلا وتهبط وبس وصل قبالها وهدى خطاويه ضحكتله ضحكة حبيبه لحبيبها الغايب عنها سنين وبصت لأبواب قلبه وشافت كل الناس نازله منه ومفيش حد طلع غيرها هي بس وابو دراع وواحد تالت وحست كأنه فضالها قلبه من كل اللي فيه عشان يساعها ويساع لهفتها عليه.
ودخلت بمساعدة أبو دراع وبس دخلت اتفقدته من جوه تشوفه كيف ماهملته ولا اتغير كيف مايكون هو هو القطر فكل مره واحد مفيش غيره وشافت بالفعل تغيير فى لون الكراسي وكسوتهم وفضلت تتلمس فيهم وهي ماشيه ورا ابو دراع بفرحه وهي حاسه إنه فرشلها قلبه بتوب جديد كيف مايكون علم بأن اليوم فيه لقى ولغاية ماوصل ابو دراع نص العربيه ووقف وقعدها جار الشباك وقعد جارها واتحرك القطر بيهم وسمعت صفارته العاليه كيف واحد عيصرخ من فرحته وهي مش مصدقه كل ديه ولا مصدقه إنها اخيرا جوا قلب حبيبها وموديها بنفسه لباقي الحبايب. 
وطول الطريق عينها من الشباك عتراقب الطرقات والبيوت والنخل والاشجار وهي حاسه إنها رجعت لليوم اللي فارقت فيه بلدها وعمرها واحلى سنينها والنهارده كل ديه عيرجعلها من تاني.
وفضلت شام في تأملها وهي ماسكه في الشباك كيف العيله الصغيره وفضل ابو دراع باصصلها ومبتسم وحتي لما هملت طرحتها توقع مقالهاش ترجعها علي وشها وهملها علي راحتها وهو ملاحظ إن حتي نوبة الكحة خفت منها وبقالها كتير مكحتش! 
وكمان قال لروحه محدش شافها قبل سابق من اهل بلدهم عشان يعرفها
 

تم نسخ الرابط