ثلاث ذئاب وغزاله بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز


السر من غير ماحد يدرى بشي ولكن البيت والحوش مقدرش يبيعهم لان بيعهم هيكشف كل مخططاته فقفلهم وهملهم للأيام يمكن تكون مخبيالهم رجعه في ظروف احسن. 
وجاب دهب ربيعه اللي حدا حكيم.. وفليله ضلمه جاب عربيات نقل كبيره وحمل كل اغراض البيت اللي ينفع تتنقل وخد عياله وحاله ومحتاله وقصد بحري راح بعيلته الصغيره على مصر أم الدنيا. 

وإهناك الفلوس اللي معاه اشترتله بيت من بابه فمنطقه بعيده وهاديه عن عيون الناس وشبه مهجوره اسمها المعادي.. وسكن بيهم وفتح تحت البيت دكانه فضل يبيع ويشترى فيها ورزقها كان مكفيهم وببركة ربنا فايض. 
وبرغم إنهم ارتاحوا من بيت المقاول واللي فيه.. الا ان الحنين من وقت للتاني كان يلعب بقلوبهم لعب.. 
حنينه هو للموطرح اللي اتولد وكبر وشب وشاب فيه.. وحنين شام لجدها وستها وخالاتها وللموطرح اللي شهد ذكرياتها مع امها وبرغم الالم اللي شافته فيه الا انها شافت السعاده فيه كمان. وعاشت طفولتها كلها مابين الشجر العالي تتنطط تحت انظار صقرها اللي كان حارسها من كل البشر كيف مايكون ربنا سخره ليها عشان يحرسها لروحه.
وبعد ٣ سنين تقريبا نزلت حاجه جديده في البلد اسمها المحمول وديه كان عباره عن تليفون من غير سلك يقدر الواحد بيه يكلم اي حد فأي وكت بس لازمن الطرف التاني يكون حداه واحد زيه. 
فاشترت ربيعه واحد واشترت واحد تاني بخطه وبعد اذن قطب طبعا بعتته طرد لخالتها بسيمه وقدرت من خلاله تتواصل معاها وتعرف اخبارها واخبار الكل وسهل عليها التواصل وهون الفراق وقرب الحبايب وخلاها كيف اللي عايشه في البلد وعتعرف كل شي فيها. 
اما كرار فاليوم اللي صحي فيه وشاف بيت ابو دراع مقفول بالضبه والمفتاح ولما اتحرى لقاه همل البلد وطفش اټجنن وكان عامل كيف المچنون اللي عيدور على حاجه غاليه عليه غابت عنه ويوم يجر يوم واسبوع يجر اسبوع وبقوا شهر والشهر جر شهر وكرار مرابط قدام بيت ابو دراع خله وخليله وصاحب عمره ومستنيه يعاود ومعيعاودش ويوم عن يوم كرار يحس ان فراق اخر الحبايب واعز عزاز قلبه عامل كيف سوس الخشب عمال ينخر فروحه لما خلاها خوخت.. وبعد سنه كامله لحتنه سلم بإن ابو دراع خلاص راح من حياته ومعادلهوش رجعه ففضل هايم في شوارع البلد وطرقاتها سواح.. يدورله علي خليل ولا صاحب لكن للاسف لقى رصيد ستره خلصان من عند الكل وكل الناس عارفه قساوة قلبه وإنه مليهش عزيز ولا صاحب وعشان الناس معتماشيش اشباه الرجال الكل كان يحذروا بعضهم منه ويوصوا بعض بإجتنابه وبقي منبوذ من الكل وصفى لحاله.
أما الايام اللي عتجري بالعمر فوصلت بعبد الصمد لنهاية عمره وتوفاه الله فجأة من غير اي امړاض ولا حتى رقدتله جته برغم سنه الكبير الا إنه كان ماشى علي رجليه في النهايه لغاية اليوم اللي نام فحضن دهب واتغزل فيها كيف عادته وجات تصحيه الصبح لقته مفارق. 
وعشان مۏت الغفله واعر فجعة الكل فيه كانت كبيره وحزنهم عليه كان اكبر وخصوصي دهب اللي وليفها وونيس ايامها ولياليها فارقها ومبقاش ليها من بعده غير الوحده والسهر وألم الفراق.
لكن من لطف ربنا ورحمته بيها مقعدتش وراه كتير هما سنتين وكانت محصلاه بعد شوية تعب مرقدوهاش غير شهر واحد وفي اخر الشهر كانت مفارقه هي كمان فراق الكرام.
وطبعا كل ديه ربيعه كانت تعيش حزنه لحالها من بعيد لبعيد.. لكن كان معاها اللي عيصبرها على اي حزن ويخليها تعدي بيه او ۏجع ويعينها على الدنيا بحالها.
كانت معتمده عليه في كل كبيره وصغيره حتي بعد ماكبر ولدهم ادهم وبقى يقدر يطلع ويدخل وعلمه ابوه عالشوارع وخلاه يعرف يلف المنطقه كلها هو واخواته.. لكن طلبات ربيعه فضلت شيلته هو ومسئوليته وعشان خاطرها كان مستعد يلف الدنيا من شرقها لغربها ويقلبها عاليها واطيها لو فيه حاجه مره عازتها واشتهتها وملقهاش.
لكن ربنا قدر لربيعه انها خلاص تكتفي من الدلع علي ابو دراع وبكفاياه لحد إهنه سعادة لان مفيش سعادة عتدوم للأبد. 
فخد منها كل سعادتها وروحها ونبضات قلبها وانفاسها المتمثله فقطبها وحبيب عمرها. 
وهملها وهي مسئوله عن ٣ عيال اكبرهم ادهم ١٥ سنه واصغرهم هديه صاحبة ال١٠ سنين وهي يادوبك ٣٥ سنه. 
وأصبحت چثه بلا روح وقعدت سنين عتحاول تتخطى فقدها لاعز الحبايب.. للي علمها كيف تعيش.. للي علمها كيف تاخد حقها من الدنيا.. للي علمها القرايه والكتابه.. للي اداها من روحه واداها ١٦ سنه من احلا سنين عمرها.. بل هما دول كل سنين عمرها..للي كانلها الاب والاخ والصاحب والسند والعون. 
بإختصار بمۏت قطب ربيعه حست انها معادتش عايشه وان حياتها انتهت.. وانها مكمله تحصيل حاصل عشان خاطر عيالها اللي ملهمش حد غيرها. 
وحملت الامانه على كتافها وعلمت عيالها وادتهم اعلى الشهادات وهملت كل واحد فيهم يشق طريقه كيف ماهو عايز. 
وحتى هديه خلتها تدخل الكليه اللي حبابها ومغصبتهاش علي
 

تم نسخ الرابط