ثلاث ذئاب وغزاله بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز


تكمن حكمة ربنا بأن المۏت صامت والجسد عيتقيد.
غطتها وطلعت بعدها بلغت ستها عديله اول وحده بمۏت حوريه وعديله حوقلت وهزت راسها بأسف لكنها ابدا مطلبتش لحوريه الرحمه.. وابتدت شام تصحي باقي البيت وتبلغهم الخبر.. والكل اتقبل الخبر عادي الا كرار اللي كان حس صراخه وبكاه على امه يشبه زئير اسد غاضب حزين ومټألم.. 

اما عزت فكان واقف فوق راسها وباصصلها بلوم وعتب ومفيش دمعه نزلت منه ولا متاثر كيف مايكون عيقولها خلي ولدك اللي حبتيه اكتر واحد فينا وبدتيه عالكل هو بس اللي يحزن عليكي.. وصفوت كان جامد في حزنه صوح كان متاثر برهبة المۏت بس مش التأثر اللي يخليه يبكي ويقطع روحه كيف كرار ولا يقف علي راسها ساخط كيف عزت.
وبدأت تاني يوم مراسم الدفنه وبناتها قاموا بالواجب عديد وندب وصړاخ وكرار عمل لامه اكبر عزا وجوا بنات عمها كارم اللي عياجوا بس في المناسبات الصعبه.. خدوا عزاها وروحوا كيف الغرب وخلص عزا حوريه وانقطع عيشها من الدنيا
ومبقتش منها غير سيرتها اللي مخلتش حد من عمايلها يذكرها بأي خير.. غير كرار وديه لأنه كان شارب فحوضها وواخد كل طبعها وبالنسباله هي قمة العدل وقمة الحب والعطاء وسنده اللي راح. 
وحزن عليها حزن عيل صغير فقد امه اللي كانت ماسكه يده وعتوجهه مع انها في الفتره الاخيره مبقاش ليها دور فحياته الا إن وجودها جاره كان عيمثله الامان.
وعدت ليام واتنست حوريه كيف ماللي عيموت عيتنسى وتبرد ڼار فراقه مع إن البعض ڼار فراقهم معتبردش لكن اللي عيعيش لروحه بس.. عيروح في طي النسيان. 
أما حدا بسيمه
قاعده في البيت ومشغله الرحايه وعتدش فى الفريك ولواحظ قاعده قبالها وشايله بتها الصغيره وعتلاعب فيها وبسيمه عينها على بتها الصغيره اللي بالها مش مع ستها خالص وطول الوكت باصه علي امها وعتضحكلها وتشابي عليها.. وهي من وقت للتاني تهزلها دماغها بمداعبه عشان تحسسها إنها منتبهالها..
وبعد شويه بكت البت وبسيمه سابت اللي فيدها وقامت عشان ترضعها.. وبمجرد ماحطتها على رجلها ابتدت تغنيلها بحنيه كيف ماعتمل ولواحظ بصتلها بصة غيظ وقالتلها
إشمعنا البت عتغنيلها وتدلعي وتهنني فيها والولاد الرجاله قاسيه عليهم 
ردت عليها بسيمه وهي عتتملى فبتها وتبتسم بمحبه.. عشان البت لازمن تاخد الحنان كله البت كيف الفراشه ام جناح رقيق لازمن لمستنا ليها توبقى حنونه ومعاملتها تكون باللين.. خلف الواد اللي لازمن يتشد عليه عشان يطلع راجل ناشف مش ني والحنيه عليه تكون في حدود.
ردت عليها لواحظ بتهكم
والله إحنا منعرفوشي إكده ولا ربينا عيالنا كيف ماعتقولي انتي. 
ردت عليها بسيمه بنفس التهكم
ماعشان إكده مطلعش حد من عيالك متربي.. وسكتت هبابه قصاد صدمة لواحظ وكملت.. غير عزام الله يرحمه.. الواد ديه كيف مايكون مكانش ولدك ولا انتي اللي ربتيه وعشان مأدب ومحترم ماټ.. الله يرحمه ويحسن اليه في الجنه ونعيمها الشهيد البطل.
اما لواحظ فسكتت خالص بعد قصف الجبهه اللي وجهتولها بسيمه واللي دايما بس تحاول تعدل عليها بحاجه ترد عليها رد ېحرق الډم يخليها متعرفش تنطوق خالص.
لملمت بسيمه روحها وغطت نفسها زين ورمت طرحتها على صدرها لما دخل حمدون حماها من الباب ووراه همام.. وحمدون الاول رمى السلام عام وبعدها خص بسيمه بالسلام المميز
الله يعطيكي العافيه يانوارة الدار وعماره. 
ردت عليه بسيمه بإبتسامه
الله يعافيك يابوي ويعافي بدنك. 
بعد منه رمى السلام همام وبرضك خصها هي بسلام مميز
يعطيكي العافيه ياكل عافيتي. 
بسيمه
الله يعافيك ياابو عمران.. قرب خد بتك هقوم اغرفلكم الغدا. 
حمدون
العيال عاودوا من مدارسهم 
بسيمهله لسه قدامهم هبابه على ماياجوا
حمدون
خلاص نستنوهم وناكلوا سوا عشان الوكل عيحلى بلمتهم.
أيده همام كمان في رأيه وبناء عليه سكتت بسيمه واستغلت إن همام شال بته وعاودت تدش القمح من. تاني
همام فضل يلاعب في بته هبابه ويضحكلها وبعدها بص لبسيمه وهي عتدش الغله وبتفكير قالها
ايه رايك ياأم عمران لو نجيبوا مدشه بالكهربا توفر على ناس البلد الدش عالرحايه وهدت الحيل ديه.. وانتي اول اللي هترتاحي من الدش كل هبابه والتانيه 
ردت عليه بسيمه وهي عتحط الغله ففتحة الرحايه وهي دايره
فكره زينه ياهمام.. شوف الفلوس اللي معانا كد ايه ويكفوا ولا له وهاتها وحطها جار الطاحونه وإكده محدش هيطلع غلايه بره طاحونتك ومدشتك.
ردت لواحظ بجهلها المعهود
طيب المدشه داي مش عايزه تتشحم پالدم ولا فاكرين كل مره هتتستر معاكم والحديد هيشتغل لحاله من غير ماتروسه تفرملها بنى آدم 
خافوا النوبادي متشتغلش وترموا قرشيناتكم عالارض وتقعدوا جارها كيف الحزانه اللي قعدوا تحت الريعريعه لا طالتهم شړوه ولا بيعه.
ردت عليها بسيمه قوام
قولتلك قبل إكده لو غلبنا انتي قاعده اهه ومهنعوزوشي حد غريب دمنا فدقيقنا يوبقي. 
كشرت لواحظ وهمام بإعتراض زعق وقلها
بسيمه.. بلاها منيه الهزار ديه امي عتاخد على خاطرها. 
بسيمه عضحك معاها ليكش صالح انت.. وبعدين يعني اني لو عايزه ارميها صوح هقول قدامها يعني 
مش كنت كتفتها في الليل وسديت خشمها وحطيتها في شوال وحطيتها عالحمار ورحت رميتها وشغلت ولا مين شاف ولا مين دري ومكانش حد هيعرف حاجه واصل! 
برقت لواحظ پخوف وهمام غمض لبسيمه علي شفته عشان تسكت مع إن ابتسامه خفيفه ظاهره علي ملامحه لمزح بسيمه وحمدون باصص للواحظ وعيضحك من غير صوت وهو شايفها خاڤت وعنيها زاغوا شمال ويمين.. وهمس لروحه.. تستاهلي ياوجع قلبي.. براوه عليها بت عبد الصمد والله ملجماكي بالخۏف لجيم والا كان زمانك فايعه عليها وعلينا.
فعلا بدأ همام يفكر في موضوع المدشه جديا.. وظاهريا عشان يكسب منها لكن الباطن إنه عايز يريح بسيمه من تعب الدش.. ولما عد الفلوس ولقاها تكفي وزياده قوي كمان.. قرر يجيب المدشه والباقي يشتري بيه قراط ارض ويكتبه بإسم بسيمه بدال ارضها اللي باعتها وعملتلهم بيها الطاحونه اللي شغال فيها دلوك هو وابوه وهملوا الدكانه لبسيمه الصبح وعمران بعد الضهر وخد عهد علي روحه إنه بعد المدشه اي قرش زايد عن مصاريفهم هيشتري بيه ارض ويكتبها لبسيمه لغاية مايعوضلها ارضها اللي باعتها ويضاعفهالها كمان.. وديه هيكون قليل عليها ومياجيش فأفضالها عليه شي واللي لو همام طال يجيبلها الدنيا كلها عليها ويحطها بين اديها.. برضك مهيسدهاش. 
برغم إن لسا جواها شوية جفا من تلاه لكن همام مبسوط ومرتاح معاها ومع جفاها ودايما يقول لروحه الجفا بالقرب ولا المۏت بالبعد..وحامد ربه عليها وعلى اللي عياخده منيها وشايف إنه كفايه عليه قوي ونعمه وفضل من ربه عليه. 
أما شام ففاقت من شرودها قدام البوابور على حس ربيعه بتها وهي عتقولها
ام ربيعه.. يمه.. شااامه. 
انتبهت ربيعه وابتسمت وردت على ربيعه بحنين للاسم وصاحبته
شامه!.. اتوحشت اللي كانت عتناديني بيه قوي.. ربنا يرحمها يارب وتكون دلوك عتتمتع بالجنه ونعيمها ومستنيانا هناك واحنا نحصلوها ويتم اللقى اللي مابعده فراق.
ربيعه قعدت جارها بعد ماغطت العجين يرتاح ومدت يدها وطت البابور كيف ماعلمها ابو دراع وبمجرد ماعيملت إكده شام حست براحه من حسه العالي اللي مش معتاداه غمضت علي اثرها عيونها وهمست لربيعه
مهتحملش الوش بتاعه طول الوكت اني ديه دا ۏجع العنين من الدخانه اهون الف مره من ۏجع الراس من وش
 

تم نسخ الرابط