ثلاث ذئاب وغزاله بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز


وابتدت مراسم وداعها لجوزها ورفيق سنين عمرها وابو عيالها واللي خابره زين إنها من بعده هتدوق الذل والهوان وإن مكانش عشان القرش عشان المحبه اللي هتشحتها شحاته من إهنه ورايح. 
اتجمع كل البيت علي حس صړاخها وابتدت مراسم الجنازه وخيم الحزن علي بيت المقاول من جديد وحتى شام زعلت عليه لأنه من يوم ماجات البيت ديه مضرهاش ولا اذاها لا بكلمه ولا بفعل وكان فحاله هو ومرته ولسانهم لو مقالش الكلمه الزينه عيسكت خالص وميتسمعلهمش حس فالمشاكل واصل.

أما عديله فكانلها النايب الاكبر من الحزن والقهر وهي عتشيع تاني عيل من عيالها للقبر علي حياة عينها وقلبها اتكوى بفراق الضنا لتاني مره وبس حضروا المغسلين دخلت لولدها قبل ماياخدوه وقعدت جاره وفضلت تمسد على شعره الاوبيض وميلت عليه وحبت جبينه وبحنيه همستله
مسامحاك يانن عيني مسامحاك إنت واخوك وقلبي وربي راضيين عليكم وهدعيلكم بالجنه ونعيمها لحد مانتقابلوا فيها بأذن الله هحصلكم قريب ياحبايبي استنوني هناك وجيالكم. 
خلصت وداعها ليه وخدوه المغسلين وهي فضلت مع الحريم تندب وتصرخ وبالذات لما وعيت بناتها داخلين عليها وحده ورا وحده عشان يحضروا جنازة اخوهم اخوهم اللي ليهم شهور وسنين مشافهوش ولا جوله يسالوه في مرضه ولا حتى عيودوا امهم ولا كأن ليهم أم عايشه عالدنيا واخر مره شافتهم على جنازة اخوهم توفيق وبعد التالت كل وحده لفحت عيالها وجريت علي بتها كيف ماتكون كانت قاعده على جمر فبيت غريب مش بيتها اللي اتولدت وكبرت واتربت فيه لكنها في الاول والاخر مش عتتمنالهم غير الراحه في بيوتهم وإن ربنا يهدي سرهم ومش مهم الوشوش تتلاقى وبصراحه شام وربيعه غنوها عن كل الدنيا وشغلوها عن التفكير فكل الناس وبقي شغلها الشاغل التفكير فيهم وفحالهم وبس. 
أما ربيعه فكانت قاعده علي جنب جار امها وبس شافت الحريم عيندبوا ويصرخوا بصت لامها وقالتلها
امه هما عيعملوا ايه وليه عيضربوا نفسهم بالكفوف 
ردت عليها شام أمها
عيندبوا يابنيتي على جدك نعيم. 
ربيعه
طب وليه انتي مش عتندبي زيهم يمه 
شام
عشان سمعت الشيخ في الراديون عيقول الندب حرام ياربيعه والندابه عتروح الڼار وحتى المېت عيتعذب من الندب والصړاخ عليه.
ربيعه سمعت كلمة امها وفورا عينها راحت علي ستها عديله وقوام جريت عليها وقعدت فحجرها وحضنتها وحطت خدها علي خدها ومنعتها من إنها تندب وبيدها سدت خشمها عن الصړاخ عشان خاڤت عليها من الڼار اللي قالت عليها امها وقالت لروحها حتي لو كل الناس اللي عتندب هتروح الڼار اني مش هخلي جدتي عديله تروح معاهم.
وخلصت الدفنه وخلصت الجنازه واتشيع نعيم لمثواه الاخير وفضى بيت المقاول من كباراته ومضلش فيه غير الحريم والجيل الطالع اللي ميعرفش من الدنيا غير حب النفس والعمل للمصلحه الفرديه وبس. 
وبعدها عاود كل واحد لحياته وروتين يومه والموضوع مأثرش بشكل كبير غير على عدويه اللي خسړت ولفها وونيسها وجليسها وطال عليها الليل والفراق كاوي قلبها كيف ماحصل مع عديله بعد مۏت كارم لكنها سنة الحياة وحتى الزعل عيخف مع الايام والليل الطويل بالسهر عيقصر لما النوم يرجع يصالح العيون ويزورها بعد الجفا وحتما ولابد ماعيزور مهما طال الفراق.
أما فبيت همام
صحى بالليل وبص جاره ملقيهاش فقام مهبوش وهو عينادى بإسمها وكالعاده لقيها واقفه في الحوش لحالها وسانده عالدكه وعتتألم في صمت وكاتمه ۏجعها فجرى عليها پخوف وسندها وهو عيقولها
برضك عتعمليها وتولدي لحالك للمره التالته يابسيمه حتي بعد ماطبت وبقيت اقدر اسندك واشيل عنك معترضيش تتسندي عليا وعتستكبري على إني آخد بيدك ليه إكده يانبضة القلب ليه مش عايزه تحسسيني اني سندك ليه ليه مش عايزاني اردلك حاجه من اللي عملتيها عشاني ليه داني ياما اتعكزت عليكي ورميت حمل بدنى على كتافك وانتي اتحملتي ومافيش فيوم كليتي وديه دينك ياغاليه خليني اردلك منيه هبابه.
بصتله بسيمه وپألم مكتوم قالتله
مش وكته الكلام ديه دخلي بستلة الميه الحاميه عالحمام واني هجيب الموس والخيط وجايه يلا قوام حاسه العيل هيندلى. 
وبالفعل جرى همام ډخلها الميه عالحمام وهي دخلت اوضتها جابت كيس ودخلت بيه الحمام وردت الباب عليها ورفضت ان همام يفضل معاها مهما اترجى فيها وبعد دقايق سمع منها صرخات مكتومه ورا بعضها وبعد منهم سمع حس بكا عيله
وابتسم بفرحه وحمد ربه إنه قومهاله بالسلامه للمره التالته وبعد دقايق تانيه شاف باب الحمام عيتفتح وبسيمه عتمدله العيل ملفوق فقماشه بيضه وتقوله وهو عياخده بين اديه
خد البت اللي هتحنى ضهرك وربك يخلص منها كل الذنوب اللي عميلتها فبنات الناس امسك كسرة ضهرك اللي طالعه من صلبك ياهمام. 
قالت كلامها ورجعت ردت الباب عليها عشان تتشطف وتغير خلجاتها وهملته بعد كلامها باصص لبته وبدنه عيتنفض من كلامها اللي قالتهوله وهي عتديله البت فأديه كانها نذبر عڈاب جايه وجايباه معاها. 
اما بسيمه فمكانتش محتاجه أكتر من انها تحسس همام بالخۏف من القصاص وتعيشه ولو جزء بسيط من احساس ابوها وكسرته اللي عاشها بسببه واللي لساها فاكراها لغاية دلوك واللي متوكده إن مفيش كسره فالدنيا تضاهي كسرة الراجل ببته واهي جات اللي هتخلي عيون همام فنص راسه وېخاف من إن اللي عيمله يتردله فيها.
وبعد شويه طلعت بسيمه من الحمام وهي ماسكه جردل فيه رايحه ترميها لكن همام عطاها بتها واتولى هو عنها المهمه داي وبس طلع بره ورماها وبعد شويه قعد على حيله وابتدا يبكي فجوف الليل وهو عيفتكر الغلطه اللي عملها من سنين واتعاقب عليها بالعجز ولسه عيتعاقب عليها بكره بسيمه ليه ودعا ربه من كل قلبه إنه يرحمه وبزياداه عقاپ لحد إكده وإنه يسامحه ويغفرله وخصوصي إنه مطلع على قلبه وخابر إنه مبقاش جواه للناس غير كل خير دلوك.
وبعدها عاود للبيت وبمجرد دخوله علي بسيمه الاوضه وشافت عيونه الحمر الدبلانين من البكا واللي عيتهربوا منها ابتسمت بتشفى فيه وفحاله وحست إنها صابت الهدف اللي كانت منشنه عليه وإن نشانها مخابش.
وبعد مرور ٥ سنوات
ربيعه دخلت على امها المطبخ بعد ماطلعت نشرت الغسيل فوق السطح ونزلت
وشافتها قاعده قدام الكانون حتي وهو مش عليه وكل ولا حاجه عتطيب وباصه للڼار الساجره وسرحانه وبين كل دقيقه والتانيه تجيها نوبة كحه تخلي بدنها يتنفض من شدتها ونفسها يروح فقربت منيه ورمت البستله اللي فيدها عالارض پعنف وقالتلها
يمه قومي من جار الدخانه واللهب مش خلصتي طبيخ قاعده جار الكانون ليه
طيب أشفقي علي عيونك اللي راحوا من دخان الحطب ومبقتيش تشوفي بيهم كيف لاول!!
ردت عليها شام بديقه
يابتي همليني اني عحب اقعد جار الڼار اتعودت عليها.. عحب أشوف اللهب قبال عيني عرتاح.. عحسه عياكل كل حاجه عفشه حوصلت معاي طول اليوم.. وان كان عالدخان فمهما بعدت عنه هيفضل جواي معبي روحي.. أني جواي مخزون من دخان اسود مضيع ملامح كل حاجه حواليا!!
ربيعه
طيب قومي اتسبحي وغيري خلجاتك اللي كلها هباب من الحلل والكوانين داي.
شام 
ولمين اغير وليه اغيروحتي لو غيرت ماهيتهببوا تاني بس حد يطلب مني كباية شاي ولا اسخنله وكل. 
ربيعه
يابوي اني معارفاشي ايه حبهم في الشاي وطبيخ الكوانين
 

تم نسخ الرابط